"إن للأمم الساميّة بحرًا عظيمًا كان ولا يزال يقذف بموجات منها إلى مسافات بعيدة في مختلف العصور، وهذا البحر هو جزيرة العرب ذات الأسرار العجيبة التي. . .   عرف الناس أقلَّها وخفي عنهم أكثرها، وأما ما عدا ذلك من الأقطار التي نزلها الساميّون فليست بالنسبة إلى هذا البحر الأعظم إلا بمنزلة السواقي. والذي يُمعن النظر ويُفسح لنفسه مجال التفكير في الحوادث التاريخية تتكوّن عنده عقيدة علمية بأن الوطن العربي الحاضر هو ابن جزيرة العرب، وأن له من صلته بها دعائمَ راسخةً من القومية الصحيحة شيدتها يد الدهر منذ فجر التاريخ بل من قبل ذلك. وأن ما تشيده تلك اليد في الأحقاب الطويلة لا سبيل إلى زواله ما بقيت على الأرض قوميات.   Show.