اعتاد الطلبة في أقسام الاقتصاد والعلوم المالية في مراحل الدراسة الجامعية وحتى العليا إن يتم التعرض إلى موضوع المنظمات الاقتصادية الدولية ضمن سياق. . .  دراسة مقرر الاقتصاد الدولي أو المالية الدولية. وقد لاحظ مؤلفو هذا الكتاب إن هذا الموضوع لم يأخذ نصيبه بشكل كافٍ ولم يتم تغطية كل المنظمات الاقتصادية الدولية التي تهدف وكما هو معلن إلى تعزيز التعاون الدولي وقد يكون هذا السبب الأول وليس الوحيد لاختيار موضوع المنظمات الاقتصادية الدولية كموضوع للبحث لأن هناك دواعي أخرى حفزت من الاهتمام بموضوع المنظمات الاقتصادية، ففي ظل عالم متغير وتنظير اقتصادي معولم، وولادة لنظام اقتصادي عالمي جديد تتعدد المناهج والمداخل المفسرة لأليات هذا النظام. وتجدر الإشارة هنا الى الدراسات الحديثة للعلاقات الاقتصادية الدولية وعندما توصف المناهج والاتجاهات للنظام الاقتصادي الجديد، فهي تضع المنظمات الاقتصادية الدولية أحد هذه المداخل بالإضافة إلى المدخل الليبرالي، المدخل الاشتراكي الديمقراطي، والمدخل الماركسي بتياراته المتعددة أي أن الاتجاه الحديث للعلاقات الدولية يجد في المنظمات الاقتصادية الدولية مدخل مفسر للنظام الاقتصادي العالمي الجديد، وهذا يعزز من دواعي الاهتمام بهذا الموضوع. من ناحية أخرى برز اتجاه لدى بعض الاقتصاديين الغربيين مثل جوزيف ناي، وجون دون ناهيو واقتصاديين عرب مثل عمرو محي الدين وعبد المنعم السيد علي ومسلمين مثل وهبة الفرجيلي وعبد الكريم بكار يرون هؤلاء أن المنظمات الاقتصادية الدولية هي واحدة من أهم أدوات العولمة الاقتصادية لأن هذه المنظمات تسيطر عليها الدول الصناعية وتوجهها لتحقيق مصالحها وعلى رأسها عولمة الاقتصاد الدولي وفي الوقت نفسه إضعاف نفوذ البلدان النامية في تلك المنظمات لتصبح عاجزة عن تمثيل نفسها تمثيلاً جيداً. إمام كل ما ورد تولدت الرغبة لدى المؤلفان لهذا الكتاب أن من الأهمية بمكان أن يتم تخصيص دراسة شاملة لجميع المنظمات الدولية المهتمة بالجهد الاقتصادي سواء أكانت على المستوى الدولي أم العربي أم الإسلامي، وأنه من المفيد ولو في مرحلة الدراسة الجامعية الأولية أن يتعرف طالب الاقتصاد والعلوم المالية والمصرفية على هذه المنظمات، وخلفية تأسيسها ودورها الدولي ووظائفها الأساسية لأن هذا يتيح له فيما بعد أن يمتلك قدرة في تحليل وتقييم الدور الدولي لهذه المنظمات عندما يمتلك دراية ومعرفة كاملة بمختلف المنظمات الدولية. وفي هذا الإطار يأتي هذا الكتاب ليشمل محاور ثلاثة رئيسة تنطلق من المنظمات الدولية والإسلامية ومن ثم العربية. وعسى أن يساهم هذا الجهد المتواضع في إضافة ولو يسيره لطلبة قسم الاقتصاد والعلوم المالية والمصرفية وتوسيع مداركهم الاقتصادية، والله ولي التوفيق.   Show.