لم يكن المستشار ولا الأمير ولا إمام المسجد ولا الشيخ الطيب، والغرفة لم تكن مجهزة بعازل صوت، ولم تكن للتعذيب أو الترهيب أو الترغيب، ولم تكن لممارسة. . .   العشق أو عقد اجتماعات سرية، ولم تكن ملجا ولا غرفة نوم أو استراحة. كانت الجلسة بين عيسى والرجل مثل جلسة رجلين التقيا على قارعة الطريق، وجمعتهما مصلحة لم يعلنا عنها صراحة، وكل واحد يريد ابتزاز وتوظيف الآخر لمصالحه، فقد كان عيسى يخطط لستمالة شخص ذي نفوذ في المنطقة الغربية يحميه في زياراته، وكان الرجل يخطط لاستخدام عيسى في تنفيذ مهمة لم يفصح عنها، ولكنها لم تكن لقتل الأمير أو القيام بانقلاب. وبدأت تساور عيسى شكوك بأن الرجل غير معني ب(الخلافة) ولا بطموحات الأمير، والغرفة كانت للابتزاز الناعم.   Show.