إن النظريتين اللتين يتكون منهما علم الاقتصاد هما النظرية الاقتصادية الجزئية والنظرية الاقتصادية الكلية، ذلك انه شاع في بحر الثلاثينات من هذا القرن. . .   هذا التمايز الذي مازال يكتسب أهمية متعاظمة بين هذين النوعين من فروع علم الاقتصاد، وبالتالي فان التحليل الاقتصادي يتشعب إلى فرعين رئيسيين هما: - التحليل الاقتصادي الجزئي. - التحليل الاقتصادي الكلي. يهتم الاقتصاد الجزئي بدراسة الظواهر الاقتصادية على مستوى الوحدة الجزئية، ولقد بات من المسلمات في التحليل الاقتصادي الجزئي اعتبار العائلة الواحدة أي الأسرة بمثابة الوحدة الجزئية في الاستهلاك والمنتج أو المشروع بمثابة الوحدة الجزئية الأساسية في الإنتاج. ويفترض في إطار التحليل الجزئي أن المستهلك يهدف إلى تعظيم إشباعه أو منفعته عبر قرارات عقلانية، بينما يبحث المشروع أو المنتج عن أقصى ربح ممكن عبر تصرفات عقلانية وقرارات ملائمة. ويتطرق الاقتصاد الكلي إلى تحليل المستوى التجميعي للنشاط الاقتصادي ككل، كالدخل الوطني، مستوى التشغيل، مستوى الأسعار إلى غير ذلك، بحيث يقدم صورة شاملة عن الاقتصاد ككل. هناك العديد من الكتب التي تناولت موضوع الاقتصاد الجزئي بالدراسة والتحليل، ولكن معظم هذه الدراسات اقتصرت على الجوانب النظرية فقط. غير أن لهذا الكتاب توجها خاصا، حيث يعمل على تقديم نظرية الاقتصاد الجزئي من الجانب العملي التطبيقي في شكل تمرينات وتطبيقات مختارة مع حلولها النموذجية لفهم واستيعاب الجوانب النظرية باستعمال البيانات والوسائل التقنية الرياضية. إن جميع الذين يرغبون في معرفة القواعد الأساسية للاقتصاد الجزئي بشكلها التطبيقي، وعلى الأخص طلاب العلوم الاقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير والإدارة، يجدون في هذا العمل كتابا موجها لهم بالتحديد في دراساتهم. أخيرا أود تقديم كلمة شكر إلى الأستاذ الدكتور محمد السعيد أوكيل على ملاحظاته وتوجيهاته لإنجاز هذا العمل و إلى كل من قدم مساعدة أو توجيها عند إعداد هذا الكتاب الذي يعتبر إضافة ومساهمة في إثراء المكتبة العربية التي تفتقر لمثل هذه الكتب، كما ارحب بأي نقد بناء من شانه تطوير المحاولة القادمة وإثرائها.   Show.