قامت الدولة العربية الإسلامية بقيام دولة الرسول في المدينة، واتسعت بالفتوحات الإسلامية في الشرق والغرب في عهود خلفائه الراشدين الذين استرشدوا بآرا. . .  ئه، واقتدوا بقيادته القائمة على الشورى والمساواة، ثم ازدهرت هذه الدولة في عصر الخلفاء الأمويين الذين استندوا في الحكم على مبدأ الوراثة، واعتمدوا على العنصر العربي دون الأعجمي في القيادة والإدارة، باعتبار أن العرب وحدهم يشكلون جوهر الدولة ومادة الإسلام، ولهذا السبب عرف هذا العصر بعصر الدولة العربية، لأنه العصر الذي انتصر فيه العنصر العربي، وانتشر في آفاق البلاد المفتوحة وانتشرت فيه اللغة العربية، وعُربت الدواوين، وسُكت العملة العربية الإسلامية، وأصبح للعرب المكان الأول، وظل هذا الأمر إلى أن سقطت الدولة الأموية، وهذا الكتاب يقدم دراسة موجزة عن التاريخ السياسي للدولة الأموية، إذ يتطلب دراسة تاريخ هذه الدولة جهودًا مضنية؛ لأنه يشتمل على فترة زمنية متشابكة وروايات متضاربة.   Show.