للبحرين تاريخ ثرّ وحضارة عريقة، تمتد بجذورها إلى أقدم العصور، كما تترك هذه الحضارة بظلالها على تاريخ البحرين في العصور الإسلامية، بما ساهم به أهل. . .  هذه البلاد في الفتوحات الإسلامية في منطقة الخليج العربي؛ وإذا كانت البحرين من أولى المناطق التي تعرضت للغزو الأجنبي، بخاصة البرتغالي والعثماني، فإن أولى الثورات قد قامت في هذه البلاد ضد هذا الغزو، لتبقى أرضاً وشعباً محتفظة بعراقتها. والبحوث والدراسات التي تقدمها في هذا الكتاب إنما تعرض لجوانب من تاريخ البحرين، وكان للصراع العثماني - البرتغالي حول هذه البلاد نصيبهُ في هذه الدراسات، وذلك في البحث الموسوم (العثمانيون والبحرين في القرن السادس عشر)؛ وسلط بحث (صلات البحرين الثقافية بالعراق في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر) الضوء على الصلات الثقافية التي لم تنقطع بين البحرين والمدن العراقية الدينية، بخاصة النجف وكربلاء، إذ كانت الوفود وطلبة العلم يتقاطرون على العتبات المقدسة فيها وأضرحة باقي الأولياء في العراق، وكثيراً ما كان قسم من طلبة العلم يستقرون في هذه العتبات لينالوا من علم علمائها، وقد استقت الدراسة معلوماتها بالدرجة الأولى من مؤلفات الشيخين "يوسف البحريني" و"علي البلادي". لم تكن البحرين بعيدة عن التطورات التي شهدتها منطقة الخليج من صراع دولي حولها، فحاولت القوى الأوروبية المختلفة أن يكون لها موطئ قدم فيها، بشكل أو بآخر؛ وقد تناولت هذه التطورات البحوث (البحرين وتجارة السلاح في الخليج العربي)، و(النشاط الألماني في البحرين)، و(الإرسالية العربية التبشيرية وبواكير النشاط الأمريكي في البحرين قبل الحرب العالمية الأولى)، وكان لبحث (الأوضاع الصحية في البحرين وتطورها في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين) إرتباط بهذه التطورات. أما بعد، فهذه الدراسة هي حصيلة متابعة مستمرة لتاريخ الخليج العربي بعامة، والبحرين بخاصة، لمدة تربو على الثلاثين عاماً، لم تغب عنها صورة هذه المنطقة، أو أهلها، أو مصادرها عن ذهن الباحث، الذي يأمل دائماً أن يجد الشيء الجديد عنها.   Show.