إن الكتابة في تواريخ المدن من حسنات علماء هذه الأمة، لا سيما البيت الحرام ومكة المكرمة التي شرفها الله تعالى التي غدت أماً للقرى من حولها، بل كعبة. . .   القصد للمسلمين جميعاً. ولو نظرنا في الروايات التاريخية، والمصنفات الإخبارية، ودراسات الأحوال والحضارات، وما للمناخ والبيئة والناس من خصائص، بل نوادر وملاحظات، وعلى كثرة ما ألف وصنف في الموضوعات، فإن جوانب منها ما تبرح يتيمة تنتظر من يكسوها من العلوم والمعارف ما تظهر به حقيقتها التاريخية. مكة المكرمة بيت الله (إن أول بيت وضع للناس مباركاً وهدى للعالمين) يعني تاريخها في الأفواه ينتقل مشافهة، وعلى ما عرف لأهلها العرب من الأمية التي لا تعنى بالكتابة أو التدوين، عنايتها بالرواية والأخذ عن أهلها بصدق وأمانة. وقد كان هناك اشتياق في التاريخ للبيت الحرام، وتدوينه، ولم يصلنا مما كتب عن تاريخ مكة قبل كتابنا هذا إلا كتاب، وقسم من كتاب آخر طبع كلاهما وتداولهما الناس منذ القرن الثالث الهجري. ويضم الكتاب: 1- أخبار مكة للإمام أبي الوليد محمد بن عبد الله بن أحمد الأزرقي. 2- النصف الثاني من كتاب الإمام أبي عبد الله محمد بن إسحاق الفاكهي. غير أن الله سبحانه وتعالى قبض للإمام العلامة الحافظ أبي الطيب تقي الدين محمد بن أحمد بن علي الفاسي المكي المالكي أن يضع كتاباً فيه أخبار مكة بتفصيل كثير، وإحاطة شاملة، وا   Show.