تُصبح البذرةُ شجرة، ثم تُصبح الشجرةُ غابةً خضراءَ كالبساط. تُصبح البيضةُ طائرًا، ثم يُصبح الطائرُ سِرْبًا يغطي السماءَ كالغيوم. تُصبح البو. . .  يضةُ علَقة، ثم تُصبح العلَقةُ إنسانًا، ويُصبح الإنسانُ أمةً من البشر، تصنع السيارات، وتُؤَلف الكتب، وتُشيِّد البيوت، وتمد البُسُط، وتزرع الغابات، وترسم صورًا للغيوم والطيور. كل ذلك كان في البداية داخل البيضة والبذرة؛ الغابة، الطيور، البشر. ليست البويضة البشرية ثقيلة، لكن البويضة الأولى حملت نواة كل ما جاء بعد ذلك: حب، بهجة، كراهية، حزن، فن، علم، أمل. في البداية لم يكن هناك شيء إلا بذرة. نما كل شيء من تلك البذرة. يمكن للإنسان خلق أي شيء إلا الحياة. كانت تلك حقيقة أثبتت علميًّا. يمكن للإنسان قتل الحياة، وتدمير الحياة، وتغيير الحياة. يمكنه حرث الحياة، وبسط الحياة، وإخراج حياة من أخرى. لكنه لا يستطيع خلق حياة، ناهيك عن بذرة. لذا لم يكن هناك شيء أثمن من بذرة. يجلس رجل في طائرة تحلق فوق سماء الأطلنطي بثلاثة أضعاف سرعة الصوت. لقد وجد بذرة. ترقد البذرة في يده. إن أصاب البذرة مكروه سيضيع الأمل. بالطبع لم يكن يدري أن أيّ أمل قد ضاع بالفعل. فهو سيموت خلال أربع ساعات.   Note.