شهد مطلع القرن العشرين تحولاً بيّنياً في مقاربة الاتجاهات النقدية , ومدارس علم الجمال المختلفة للنصوص الأدبية,فقد كانت تركزّعلى المبدع وعلاقته بنص. . .  وصه والظروف التاريخية والاجتماعية التي تساهم في إنتاج هذه النصوص,وكانت تحاول إماطة اللثام عن المستويات الدلالية,والسيكولوجية,والاجتماعية,والجمالية التي يكشف عنها النص ,إلا أن هذا التناول الشمولي أخذ ينحسر ,وأخذت الاتجاهات النقدية تركّز على جانب أحادي من العملية الإبداعية ,تمثل ذلك في النص ذاته بوصفه بنية لغوية تامة,مستفيدة من الانجازات العظيمة التي حققتها الالسنية على يد دي سوسير وتلامذته من بعده ,وقد تجلّى هذا النهج في معالجات الشكلانيين الروس وفي تطبيقات ممثلي النقد الجديد في الأدبيين الإنكليزي والأمريكي,ليترسّخ هذا الاتجاه ويتجذّر ويأخذ شكله النهائي في البنيوية التي أعطت النص سلطة مطلقة وأهملت أو كادت معظم جوانب العملية الابداعية الأخرى من مثل : دور القارئ والمبدع والظروف التاريخية والاجتماعية والدلالات السيكولوجية والإيديولوجية,والفلسفية ، فقد كانت البنيوية تبدأ دائماً من النص وتنتهي به وكأنه غاية نهائية بذاته واختزلت دور القارئ والناقد في الكشف عن شفرات النص وأنساقه وبنياته المختلفة.   Show.