الإشكالية التي يعالجها الدكتور عبد الحسين شعبان على غاية من الحساسية والخطورة. ونعني بها مسألة الجنسية والمواطنة والهوية والتمييز. ويداهمك عنوان ا. . .  لكتاب "من هو العراقي؟" بطرح الإشكالية على نحو مباشر بأبعادها القانونية والسياسية والاجتماعية والثقافية والقومية والدينية والمذهبية. والاهم من كل ذلك بالانعكاسات الإنسانية والنفسية لظاهرة مستفحلة، لم يتم بحثها بصورة مباشرة منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة. وإنْ بُحثت أحياناً فمن زاوية إنحيازية، أو بالزوغان عنها وفقاً لتفسيرات أو تأويلات وربما تجنباً لمواجهات أو خوفاً من الوقوع في الخطأ أو الاتهام. ضمن منهج انتقادي وعلمي رصين شرّح الدكتور شعبان وهو باحث مجدد وأكاديمي وحقوقي متخصص، ظاهرة الطائفية السياسية بجرأة ومسؤولية وطنية، وبترفع شديد وبعيداً عنها توقف عند القوانين العراقية وقارنها بالقوانين الدولية، وعلى قاعدة حقوق الإنسان اقترح حلولاً ومعالجات لمسألة المواطنة والمساواة والتمييز والجنسية والدستور. لقد طرح الكتاب أسئلة فكرية جديدة بخصوص المستقبل يعتمد على حلها تحقيق السلام الاجتماعي والوحدة الوطنية والتنمية والتحول الديمقراطي وأولاً وقبل كل شيء ضمان حق كل مواطن في جنسيته. وأن لا يُحرم أي مواطن منها ويُشكك في مواطنته وهويته وحقوقه تعسفاً.   Reach.