سار في الليل وإيقاع خطواته يطرح السؤال ذاته: هل أنت مجرم؟ كيف يمكن لرجل عادي موظف محترم أن يكون مجرماً؟! إستكان رفعت في حزنه وخز. . .  يه، وقد انجلت أمامه حقيقة. . . أدرك تماماً من هو، أدرك أن وحشيته مع الجنون ليست سوى الدليل الوحيد على انحطاط أخلاق هذا العالم، وليس إنحطاط أخلاقه. . . وأن قسوته الوحشية مع الشاب المسكين دليل على غلاظة قلب العالم وليس على غلاظة قلبه. لقد عاش عمره وهو يحس يوماً بعد يوم بالقهر والظلم والتهميش. . . الآن فهم لماذا أصبح وحشاً وشرساً. . . لقج مسخوا إنسانيته وأجبروه أن يعيش حياة لا معنى لها أجبروه أن يقبل براتب الذل، وأن ينحني وهو يقدم القهوة لمديره المرتشي الثري. . .   Show.