بين أيدينا كتاب نادر يعد من كتب التراث المالكي – المذهب المالكي – وهو عبارة عن مخطوطة محفوظة في المكتبة العتيقة بقيروان، اعتبرت من نفائس المخطوطات. . .   والآن هي رصيد معهد دراسة الحضارة والفنون الإسلامية برقادة، قرب القيروان. وتنسب إلى الكتابين الفقهيين: "الواضحة" من ناحية، و"السماع" من ناحية أخرى وهما لعبد الله بن حبيب الأندلسي أبي مروان السلمي 174هـ - 238هـ. وفي هذا الكتاب سنقرأ حصيلة جهد الباحث الدكتور "ميكلوش موراني" الذي قام بتحقيق ودراسة هذه النفائس. بداية يعرّفنا "موراني" بمؤلف الكتاب أو المخطوطة عبد الملك بن حبيب بن ربيع بن سليمان بن هارون بن جلهمة بن عباس بن مرداس بن عامر السلمي، ثم يلي ذلك دراسة موجزة عن اشتغاله في الكتاب، ويتبع ذلك النص المحقق "الواضحة" (كتب الصلاة وكتب الحج) لمؤلفها السلمي وهي رواية يوسف بن يحيى المغامي وغيره عن ابن حبيب. وتشتمل على: 1- كتاب الصلاة وهي الجزء السادس من واضح السُّنن في الصلاة، ومن كتاب الإمامة والعمل فيها، والسنَّة فيمن حضرته الصلاة وهو في الماء والطين، وصلاة الغريق، ومن صلى جُنباً، والسنَّة في النجاسات، والسنَّة والعمل في الوتر في رمضان وغيره. وفي ركعتي الفجر، السُّنَّة والعمل في صلاة خسوف الشمس، والعمل في صلاة الخوف في الحضر. . . إلخ. 2- كتاب الحج وهو الجزء الأول من واضح السنن في مناسك الحج كله ورغائبه وسننه وشعيرته مما أوضح عبد الملك بن حبيب السلمي وهي رواية سعيد بن شعبان عن عبيد الله عن أبيه، ونقرأ فيها، كراهية الدهن للمُحرم، كراهية الكحل للمُحْرِم أو للمُحْرِمة وحجامة المحرم. ويلي ذلك، الجزء الرابع من واضح السنن في مناسك الحج كله للمؤلف ذاته ونقرأ فيه: العمل في الهدي كله، شيوخ عبد الملك بن حبيب ورواياتهم في هذا الكتاب ونذكر منهم أبو معاوية المدني، ابن المغيرة، وهو هارون بن المغيرة الرازي. . . إلى آخر ذلك. ومن هذا الكتاب الرائع نقتبس للقارئ المسلم ما جاء من حديث هارون بن صالح الطلحي عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تدعوا ركعتي الفجر، وإن كانت الخيل مُغيرةً في آثاركم، فإن فيها الرغائب والخير كله" [مسند ابن حنبل]. كتاب هام من كتب التراث الإسلامي في أحد المذاهب الفقهية – المالكي.   Show.