إن عملية التغيير السياسي التي يفترض أن تحدثها الانتخابات النيابية نادراً ما تكون مباشرة بقدر ما هي تراكمية يشهدها المجتمع على مراحل وفي مختلف مستو. . .  ياته، وهي عملية يجري تلمس تطوراتها ومؤشراتها عبر رصد ودراسة مجموعة واسعة من المتغيرات الفرعية، الكمية منها والنوعية، التي تحملها نتائج الانتخابات، ومن هذه العناصر نذكر المستويات المختلفة للعملية الانتخابية، القانونية منها والتنظيمية والإعلامية والمالية، ومحددات الثقافة السياسية في المجتمع ودورها في تحديد سلوك الناخبين، وتطور حجم وموقع الفاعليات السياسية والفئات الاجتماعية والمهنية والتعليمية في وسط كل من المرشحين والفائزين. يسعى هذا الكتاب لتقديم قراءة تحليلية للانتخابات النيابية التي شهدها لبنان عام 2000، ودراسة ورصد هامش التغييرات السياسية التي حملتها هذه الانتخابات في إطار عملية إعادة البناء السياسي للبنان ما بعد الحرب. وقد ارتكز هذا الكتاب فضلاً عن دراسات نوعية وميدانية عدة، على استطلاع للرأي عمل على قياس أبرز محددات الثقافة السياسية ومتغيرات ودوافع السلوك الانتخابي والمشاركة الانتخابية لدى مختلف الفئات الاجتماعية، المهنية والطبقية والعمرية والتعليمية والطائفية، في مختلف المناطق اللبنانية.   Show.