ثمة سؤال محير يلح على أي مفكر يبحث في علاقة الإنسان الغربي بالطبيعة والكون المحيط به وهو عن المبررات التي أقام عليها هذا الإنسان تلك المميزات التي. . .   يظن أنه يتميز بها عن سائر المخلوقات ؟. . فما الذي جعله يعتقد أن تلك الحركة المدهشة في السماوات ، وذلك الضوء الأزلي المنبعث من كواكب الكون اللامتناهى. . ما الذي جعله يعتقد أن هذه جميعًا إنما أقيمت واستمرت على مدى الزمن من أجل خدمته ومنفعته وحده !!؟؟ والواقع يؤكد أنه لم تطور حضارة ما في أي مكان من العالم آليات تدمر الطبيعة وتسيطر عليها بقدر ما طورت الحضارة الغربية تقنيات ذات نظرة قاسية تجاه الطبيعة. فمنذ أواخر القرن الثامن عشر حيث بداية الثورة الصناعية الأولى تحولت علاقة الإنسان الغربي الطبيعة إلى علاقة سيطرة وتحكم لا ينظر فيها للطبيعة إلا باعتبارها جماد لا حياة فيه ولا ضير في استنزافه إلى أقصى حد. . وهكذا أخذ تسخير العلوم والتقنية للطبيعة يبتعد تدريجيًا عن المظاهر الأخلاقية والصفات الإنسانية والفطرية الأصيلة للإنسان السوي. وإذا كان من الممكن اليوم الإفاضة في مناقشة الأعراض التي تبرهن علي تدمير وتخريب وإفساد الطبيعة– فإن أسباب هذا التدمير وذلك التخريب تظل مرتبطة بصفة عامة بالمجال الفلسفي والحضاري للإنسان. ومن هنا جاء هذا المؤلف ليعاالج علاقة الإنسان بالطبيعة من خلال قراءة تحليلية نقدية فى فلسفة الحضارة الغربية   Array.