المصارف الإسلامية التي ملأت الدنيا وشغلت الناس لم تكن قد نشأت عن فراغ، فهي نقلة حضارية من ظلام الربا والمعصية إلى نور الشريعة والطاعة، حيث وجدت في. . .   شريعة الله منهجا وأسلوبا متكاملا استطاعت أن تقدم من خلاله جميع الخدمات والأعمال التي تثدمها البنوك الربوية بل و أضافت الكثير من المنتجات المصرفية التي وجدت طريقها الآن للبنوك التقليدية. والمصارف الإسلامية القائمة حاليا تقوم بجهود ملموسة تؤكد فعالية الدور التنموي للمصرفية الإسلامية، و هذا لا يعني أن المصارف الحالية قد استوفت كل الضوابط، وطبقت كل الاستراتيجيات والأهداف، ووصلت إلى جميع الغايات، فهذا أمر لايمكن تحقيقه بهذا الكمال، طالما أن المنفذين بشر خطاؤون، ولا ينبغي أن يحكم على فعالية نظم التمويل الإسلامي من خلال نجاح التجارب الحالية للمصارف الإسلامية أو فشلها. وقد توصل البحث الذي انتظم هذا الكتاب إلى أن نظم التمويل الإسلامي تتسم بالكفاءة والمرونة والسعة، وأن تطبيقها في الحياة العملية يمكن أن يتم بكل سهولة ويسر، كما أن تحقيق التنمية الشاملة التي تضع الإنسان نصب عينها، لا يمكن أن يتم بالكفاءة اللازمة والمرونة المطلوبة والتوازن المرجو والعدل المبتغى، إلا من خلال ما طرحته الشريعة الإسلامية من أدوات و صيغ و ضوابط و مقتضيات، و هو ما تم تفصيله في صفحات هذا الكتاب.   Show.