إن علم الفقه في الشريعة من أشرف العلوم، حيث إنً له فيه حظوة، وإن له مرتبة عالية. لذا تسارعت همم السلف الصالح، منذ الصحابة فمن بعدهم، إلى تحصيل هذا. . .   الأمر المهم، مع بذل النيّة الخالصة، الموافقة لسنة النبي صلى الله عليه وسلم. وقد انكب الناس على تدارسه ومدارسته، فتكاثر فقه الصحابة ، ثم التابعين، ومن ثم اشتهرت المذاهب الأربعة، والفقه المأثور عن بعض السلف، إلى أن تنوعت المصنفات في الفقه، ما بين شامل لجميع أبوابه، ما على مذهب واحد، أو مذاهب متعددة، وما بين فقه مقتصر على جزء من أبواب الفقه الواسعة. وكان من بين هذه المصنفات ما خص بأحكام الحج والعمرة والزيارة، كركن من أركان الإسلام الخمسة المعلومة من الدين بالضرورة، فلقد كثرت فيه المصنفات وتنوعت، وما ذاك إلا لأهمية ولدقة أحكامه وفقهه. وحول مناسك الحج والعمرة والزيارة يأتي هذا الكتاب الذي توجه الدكتور سعود بن إبراهيم بن محمد الشريم إمام وخطيب المسجد الحرام إلى الاعتناء به ليكون أطروحته لنيل درجة الدكتوراه. والكتاب منسوب لأبي منصور الكرماني الحنفي، وهو كما ذكرنا في المناسك، كان متأخر والحنفية يكثرون من الأصالة خاصاً بالفقه الحنفي. وكانت طريقة التحقيق في هذا الكتاب على النحو التالي: القسم الأول: قسم الدراسة وفيه فصلان، الفصل الأول: دراسة عن المؤلف وعصره، وفيه مبحثان وعدة مطالب. الفصل الثاني: دراسة عن الكتاب المحقق وفيه ثمانية مباحث وعدة مطالب. القسم الثاني: تحقيق الكتاب.   Show.