يتأسس هذا الكتاب الذي نخصصه لآليات إنتاج المعنى في روايات نجيب محفوظ، على التصور النظري الذي حاولنا إرساءه في كتابنا السابق "آليات إنتاج النص الرو. . .  ائي-نحو تصور سيميائي"، والذي تأسس على سيميائيات بوس الذريعية، التي هي في نفس الوقت نظرية للإنتاج والتلقي، قائمة على نظرية الأدلة وشكل تمثلها وتمثيلها وفق أشكال وجودها ومستويات الوعي الإدراكي لمنتجيها ومتلقيها. وبما أنه من الممكن ألا يكون القارئ مطلعاً على الكتاب الأول النظري، فقد عملنا ما أمكن على تبسيط المفاهيم وتوضيحها إما عن طريق التذكير بمعانيها الموجزة أو عن طريق جعلها تتضح من خلال تحليل النصوص، أو عن طريقهما معاً. على أن السؤال المؤسس لموضوع هذا الكتاب لم ينطلق فقط من التحديدات ذات الصبغة المتعالية، بل تأسس أيضاً، على أغلب الإجابات ذات الصبغة المحايثة التي اكتفت بوصف المعنى الداخلي للنصوص؛ بحيث لا يمكن استبعاد تلك التي حاولت كشف المعنى انطلاقاً من ربطه بشكل البناء استناداً إلى السيميائيات ذات المنحى السوسيري، أو إلى مقولات الذكاء الاصطناعي؛ أو تلك التي اكتفت بوصف شكل البناء متوسلة لذلك اللسانيات البنيوية كما هو الحال مع (السرديات الشكلية). . ".   Come.