الدولة الفاطمية وما رافقها من أحداث وتطورات منذ نشوئها وحتى آخر حكامها، وما كان موقف المؤرخين والباحثين من هذه الدولة ورأيهم في وُلاتها ومن تعاقبو. . .  ا على حكمها، والأماكن التي أقامت فيها خلافتها، تحدث عنها الدكتور إبراهيم بيضون في بحث مطول صدر في كتاب عن "دار المؤرخ العربي" في بيروت بعنوان "الفاطميون. . قراءة في تاريخ ملتبس" على مدى أكثر 270 صفحة من القطع الوسط. بعد مقدمة يُسهب فيها الكاتب في التعريف والشرح والأسباب التي دفعته للقيام بهذا البحث منطلقاً من فكرة استبدّت به بعد حرب العام 2006 التي قامت بها إسرائيل، وموضوع الجهاد ودوره في الإسلام. يقسم الكتاب إلى قسمين، في القسم الأول يستعرض السياسات التي اتبعها الفاطميون والحكام وأدوارهم والأساليب التي حكموا بها في مدة ولايتهم، في عشرة مباحث تبدأ من تأسيس الدولة الإسلامية والأنموذج الراشدي كنهج وفكر وسلوك، وكيف تحولت الخلافة إلى ملك. في القسم الثاني يتحدث عن خصوصية النمط الحضاري الذي اعتمدته هذه الدولة، فيشير إلى أن الدولة الفاطمية تأسست على دعوة عكست مضمونها الفكري، وإلى حيوية النظم السياسية والحضارية التي أُنشئت في عهودها، فيشير إلى الحملات التي قامت بها، والحروب التي خاضتها، ويناقش في هذا القسم الكثير من آراء المؤرخين الذين تحدثوا عن هذه الدولة وعن حكامها، وبخاصة شخصية المعز لدين الله والحاكم بأمر الله، وناقش الأحكام التي أصدرها هؤلاء المؤرخون سلباً وإيجاباً، فيناقشهم حيناً ويوافقهم وينقدهم معللاً حيناً آخر.   Show.