مع أن اسم "العراق" عُرف جغرافياً وتاريخياً منذ آلاف السنين، فلم يعرف له مدلول جغرافي محدد أو كيان سياسي معين إلا بعد الحرب العالمية الأولى حين اقت. . .  سمت بريطانيا وفرنسا فيما بينهما أملاك الإمبراطورية العثمانية المنهارة، واقتضت مصالحهما ومساوماتهما أن يظهر للوجود هذا "العراق" الجديد بكيانه السياسي وحدوده الجغرافية وتركيبته السكانية والاجتماعية، وفوق هذا وذاك بمشاكله الوفيرة المستعصية والمستمرة. يروي هذا الكتاب قصة تأسيس العراق ثم احتلاله واستقلاله وقصة نجاحه وإخفاقه، ووحدته وشقاقه، وانقلاباته العسكرية ونكساته، كما يروي أيضاً قصة النفط في العراق، وأطماع الدول الأجنبية فيه ومناوراتهم ومساوماتهم ومؤامراتهم في هذا السبيل، ثم أثر هذا النفط في تطور العراق وتقدمه. وأفرد المؤلفان فصولاً قيمة في بحث القضية الكردية في العراق وما انتهت أو بالأحرى ما لم تنته إليه الجهود التي بذلت للوصول فيها إلى قرار سليم، بل والجهود التي بذلت لنسف كل قرار سليم. وقد عاش مؤلفا الكتاب في العراق في العهد الملكي والعهد الجمهوري، فشهدا تطوّر الأحداث عن كثب، وسجّلاها ثم استعانا بما وقع في أيديهما من معلومات ودراسات ومؤلفات وما حصلا عليه نتيجة أحاديثهما ومقابلاتهما مع العراقيين من طلبة وأساتذة وساسة وغيرهم، فدرسا كل هذا الذي جمعاه وحققاه وخرجا منه بهذه الدراسة المستفيضة. وقد حاول المؤلفان الموضوعية والدقة والحياد في كل ما انتهيا غليه من آراء ونتائج وأحكام. حيث أجادا المؤلفان في سرد هذه القصة وأسرارها وخفاياها وآثارها سرداً تاريخياً موضوعياً. كما أجاد مترجم الكتاب، إذ نقله إلينا نقلاً أميناً واضحاً تقيّد فيه بالنص الإنكليزي ولكن النص لم يستعبده، وإنما كان يعيه ويستوعبه ثم يؤديه بأسلوب عربي صحيح دون خروج عليه أو انتقاص منه.   Show.