يقوم الأستاذ طه عبد الرحمن بنحت المصطلحات والمفاهيم باعتبارها ضرورة منهجية لتكامل جوانب مشروعه الفكري، والمطلع على أعماله سيجد أنه، يرسم الحدود في. . .   جغرافيا الفكر العربي الإسلامي المعاصر، بمعول نقدي "إبداعي" مميز، جاعلا الحوار هو الطريق في الإقناع والتعقل والاجتهاد، ومدافعا بكل ما أوتي من صرامة، عن حق الأمة العربية الإسلامية في الاختلاف عن غيرها فلسفيا وفكريا. في اعتقادي، في هذا المشروع الفلسفي، يتجذر مفهوم مركزي استراتيجي، بدونه يكون متعذرا فهم الكيفية المعرفية التي يمارس بها الأستاذ طه عبد الرحمن نقده للفكر العربي الإسلامي، أو الحداثة الغربية، أو التعامل مع المنقول الفكري للآخر. بل بدونه – في اعتقاده - لا يمكن فهم الذات أو الآخر فهما صحيحا، ولا يمكن البرهنة على "مشكلات"الحداثة الغربية،أو التأسيس لحداثة عربية إسلامية أصيلة. ليس ذلك المفهوم، سوى مفهوم "العقل". لذلك، جاء هذا العمل ليفهم حقيقة ذلك التصور الذي ينطلق منه الأستاذ طه عبد الرحمن حينما يتناول مفهوم العقل والعقلانية رافضا ذلك التصور الديكارتي الذي هيمن على الأذهان، والذي يجعل هذا المفهوم خاضعا لاستاتيكية مطلقة.   Assert.