هل بات لزاماً عليك أن تكون في خندق إحدى الهمجيات المتصارعة، وإلا فأنت خارج التاريخ وحركيته؟وهل هناك أكثر سوءاً من أن يفرض عليك أن تعادي ذا. . .  تك وتاريخك وانفعالاتك وأحلامك وتخرج منها وعليها لتتصالح مع واقع فرضته حالة الصراع ما بين الهمجيات تحت عنوان "صراع الحضارات"؟وهل أن "الأنا" البشرية وحشية هو نفسه بحيث ما أن يتسنى لهذه "الأنا" أن تستبد وتمارس وحشيتها، لا تتوانى عن ذلك لحظة، فينبري الوحش البشري واضحا جليا في رعمسيس ونبوخذ نصر وارتحششتا ويزيد وهولاكو والسلطان سليم وستالين وهتلر بوش حتى تظن نفسك أمام المشهد نفسه بالرغم من تغير أدوات الاستبداد ووسائله؟حالة الاصطفاف العالمي تحت وطأة التفوق العسكري والاقتصادي الأميركي، متزامنة مع محاولات التفت التي تبديها تلك الدولة أو ذاك المجتمع من ربقة الهيمنة والإخضاع، هي التي يحاول الأستاذ عصام سعد رصدها وتحليلها في كتابه الجديد هذا في خضم شرحه وتعليقه على أدوات السيطرة والاستتباع الأميركية مع محاولات منه لاستنباط وسائل مواجهة أو ممانعة لردع تلك "الأنا" عن غيها وتوظيف التطور الاقتصادي والعلمي في خدمة الإنسان وتطوره وازدهاره ومنع وضعه في سلكة تدفع نحو المزيد من الوحشية. كتاب جديد بطروحاته، جدير بالقراءة والنقاش نضعه بين يدي القارئ العربي عسى أن يسهم في إضاءة بعض مما غمره الظلام في غمرة البحث العبثي عن الخلاص.   Show.