هناك، في عالم الصادين والبحارة، إذا ما خطر ببالك يوماً زيارة هذه الأماكن، فإنك ستجد حتماً من ينتظر بشوق، ينتظر الآتي من وراء المغيب، وستسمع قصصاً. . .  تملأ أرصفة الموانئ فلكل إنسان قصة ولكل سفينة قصص، وأحياناً تكون أغرب من الخيال. . . مع ابتداء رحلة السفينة، تحاك الخيوط الأولى لبداية قصة جديدة. . . هل تعود إلى شاطئ الأمان ويحتضنها صدر الميناء؟ هل يعود البحارة بسلام إلى أهليهم؟ أم تكون هذه الرحلة آخر العهد بهم؟ البحر لا يرحم، والأنواء العاتية ليس لها صديق أو خليل، ووحوش البحر تنتظر الولائم. . . الأستاذ "صالح مرسي"، وقبل أن يكتب عن البحر والبحارة، دخل عالمهم عاش حياتهم وهمومهم، واختار لنا بعضاً من قصص هذا العالم الغامض، عالم البحر، نقل لنا بكل صدق وواقعية إختلاجات النفس البشرية داخل القفص الضخم العائم على صفحة الماء. إختار لنا قصصاً عن الحب والبغض، الخوف والرهبة، والجرأة والإقدام والغضب. إقتحام البحر ليس بالأمر السهل كما يظن البعض، فهناك، تصبح حياة الطاقم كله في يد رجل وحياة طكل رجل في يد الطاقم. هناك فقد يتآخى الحنان والكراهية، يستعد الفرد للتضحية بحياته في سبيل إنقاذ الغير، ويتكاتف الجميع للوقوف في صراع عنيف ضد الطبعة وغضبها والبحر وثورته.   Show.