وكان موضوعنا في هذا الكتاب قراءة شعر الشاعر شاذل طاقة والكشف عن ريادته وتميزه مع الرعيل الإول من رفاقه نازك الملائكة والسياب والبياتي والحيدري ، و. . .  غيرهم ممن لم تجري العناية بتجاربهم ، والإشارة لحسه التجديدي ووعيه بضرورة مواصلة التغيير والتطوير لهذه الانعطافة ، وما تجريبه في الكتابة على البحور المركبة ، ودمج البحور الشعرية وتدخلها في القصيدة الواحدة ، وتنويعه في استعمال الضرب ، وكتابة قصيدة النثر ، و إرهاص بقصيدة القناع ، وإقباله على الرموز العربية الإسلامية إلا دليل على تجلي ذلك الوعي فعلا كتابيا رائدا. واذا كان شعر شااذل طاقة مدرجا بحق ضمن الشعر الملتزم بقضايا الإنسان والثورة العربية وضرورة التقدم، فان من الفنانين والفلاسفة من يوكل للمثل هذا الشعر المهم قيمة الوثيقة، لكن المقصود بالوثيقة هذا ليس دلالتها الحقوقية او الثبوتية، فمثل هذه الدلالة لن تتحقق في الشعر، لكنهم على الأرجح يريدون بها ذكاء الأيحاء وكثافة الإشارة، وقدرة الفن على بركيز الحدث وإضاءة الواقعة، وهكذا ترد الإضاءات في شعر شاذل كاشفة عن عمق معاناة الأمة و إنسانها في مرحلة قاسية من مراحل العصر الحديث   Show.