"هذه إحدى وجهات النظر على ما أظن، إنما يكون الزواج رائعاً حين ينجح. أحببت كوني متزوجاً. لكن على المرء اختيار الشخص المناسب له أو ربما التسلح بالكث. . .  ير من الحظ. وفكر كلاهما حينها بزوجته السابقة لدى قوله ذلك، لكن فيونا لم تكن تريد قط التطرق للموضوع. فقالت بصدق: "لم أحب يوماً المراهنة. أفضل تبذير أموالي على أشياء أحبها، عوضاً عن المراهنة بخسارة كل شيء؛ وأيضاً فأنا لم يكن يوماً في حياتي شخص شعرت أنه قد يكون قادراً حقاً على تحمل كونه جزءاً في حياتي إلى الأبد. فأسفاري ومشاغلي كثيرة وحولي العديد من الأشخاص غريبي الأطوار. . . أنا للصراحة أحب حياتي على ما هي عليه". صَعُبَ على جون تصديق ذلك، فبرأيه، لا بد لأي شخص كان أن يدرك عاجلاً أم آجلاً، أنه لا يريد أن يكون وحيداً، ومع ذلك، فكان لا بد له من الاعتراف بأنها بدت له راضية جداً عن حياتها كما هي. "وماذا يحل بك حين تتقدمين في السن؟" سأتدبر أمري. لطالما اعتبرت ذلك سبباً سخيفاً جداً للزواج. فأنا لن أمضي ثلاثين سنة من حياتي مع من يجعلني غير مرتاحة لكي لا أكون وحيدة حين أشيخ. فماذا لو أصابني الخرف في نهاية المطاف ولم أعد أتذكره حتى؟ فكر عندها بكل الأوقات التي سأكون قد أضعتها في التعاسة من أجل ألا أكون بائسة حين تتقدم بي السن. هذا أشبه ببوصلة تأمين، لا بارتباط فكري وروحي". كما وأنني قد أموت في حادث تحطم طائرة في الأسبوع التالي لزواجي. فتصور عندها الأسى الذي ساكون قد تسببت به لزوجي في حال أمر كذلك. لكن في وضعي هذا فالوحيد الذي قد يستاء هو كلبي". وجد جون في ذلك طريقة غريبة لرؤية الأمور، لكنها بدت مرتاحة لذلك. كان ذلك متناقضاً مع أسلوب الحياة التي كان يعيشها ضمن حياة زوجية دامت طويلاً، وبرفقة زوجة أحبها، وابنتين، وهو وعلى الرغم من الأسى الذي عاناه لدى وفاة آن، إلا أنه كان يرى أن السنين التي أمضياها معاً كانت فعلاً تستحق العناء، وعلاوة على ذلك فهو عندما يموت كان يود أن يحدّ عليه أشخاص أهم من كلب، لكن فيونا لم تكن تفكر كذلك، وهي كانت واضحة جداً بهذا الشأن". ضمن مناخ رومانسي تسير أحداث تلك الرواية لدانيال ستيل. كان اللقاء مصادفة بين فيونا وجون. ففيونا التي عايشت ألم والدتها في كل مرة كان يرحل رجل عن حياتها، والتي عاشت ألمها حين انتهت علاقتاها اللتان دامتا طويلاً، وجون الزوج المخلص الذي عاش حياة زوجية سعيدة انتهت بوفاة الزوجة. شخصيتان متناقضتان أبت الروائية إلا أن تجمع بينها من خلال علاقة عاطفية انتهت بتخليص فيونا من عقدها بعد تأثرها بصدق عاطفة جون اتجاهها. إلا أن ذلك يأتي بعد مرورها بمواقف وأحداث رسمتها الكاتبة بأسلوب يدعو القارئ إلى متابعتها بشغف.   Show.