عايزة أتطلَّق عنوان كتاب لكاتبتيه دعاء حلمي ومارسيل نظمي، ويحتوي على اثنتي عشرة قصة قصيرة لاثنتي عشرة امرأة،ولكن لكل منهن حياة هي نقيض ما يظهر للآ. . .  خرين، وكل واحدة منها تُطْلِق صرخة من أعمق أعماق القلب تتلخص في كلمتين تعبران عن مأساتها وعن حلمها بالتخلص من حياة زوجية فاشلة. عايزة أطلَّق. . . عند قراءة الكتاب تكتشف كم تتحمل المرأة عناء قيود المجتمع القاسي والذي لا يريد أن يُشغل رأسه بغير المظاهر، ومراعاتها وإلباس قسوته تلك رداء الدين بتفسيراته المختلفة، حسب المُتصدِّي للتفسير وهو ما يتسم عادة بالجمود المرهق وكذلك القيم والتقاليد، إلى آخر القاموس الطويل والذي يتجاهل الجوهر لصالح النفاق المجتمعي الذي شبَّت عليه أجيال وأجيال. . . عايزة أتطلق يُشْرِك القارئ في عذابات المرأة التي تتخفَّى خلف جدران صمَّاء باردة، تعاني وحدها وتتجرع وحدها مرارة معاشرة رجل فقدت القدرة على تحمّله. . . معارك المرأة مع الرجل الذي لم تعد تطيق الحياة معه ومع المجتمع الذي يقبل بأن تخدع هذا الرجل، بل وأن تعيش معه إرضاءً للصورة البادية للآخرين، دونما أدنى اعتبار للمشاعر والأحاسيس وأحيانًا معاركها مع نفسها ولحظات الضعف الإنساني التي تتعرض لها. . . يتميز هذا الكتاب الذي يعتبر إضافة أدبية حقيقية بصدق التناول واختلاف النماذج وظروف الحياة لكل بطلة من بطلاته أيًّا كانت عقيدتها الدينية، كما يظهر ذلك بأجلى صورة بقلم كاتبتين واحدة مسلمة والثانية مسيحية. مع ذلك تتشابه المعاناة؛ لأنهما مصريتان أصيلتان، وأدعوكم إلى قراءة كتاب فريد من نوعه وفريد في تناول حياة بطلاته.   Show.