حدثت التحولات في الخدمات الصحية السودانية، لتعطينا في خلال نصف قرن (1900-1956) أحد أكثر الأنظمة الصحية كفاءة. تم تطويع المناهج التعليمية لتناسب ال. . .  حالة الصحية للسودان: الصورة الوبائية، ونمط الحياة لإمداد الخدمة بالأطباء العموميين الوطنيين. بنيت الخدمات الصحية السودانية على نسق معدل من الخدمات البريطانية، وكانت تتمثل في ثلاثة أنظمة تعمل بتنسيق كامل: الأول: المستشفيات؛ الثانى: الخدمة الريفية وشملت المساعد الطبى، والقابلات والزائرة الصحية والمساعدة؛ الثالث نظام صحه البيئة، ويتكون من ضباط وملاحظى الصحة، ومساعديهم، وعمال النظافة. هذا النظام تعرض لتدهور مضطرد من جراء تبني النماذج الدولية النمطية، وتدخلات البرامج الدولية بدون تعديلات، وانسحاب الدولة من المسئولية الاجتماعية تماماً تطبيقاً لسياسات صندوق النقد والبنك الدوليين. يطرح الكتاب إعادة بناء الخدمات الصحية السودانية على نسق النظام الثلاثى، والذي مع تمويل صحى كاف، هو أنسب الطرق لاستعادة نظام صحى يستطيع أن يباشر تحسين الظروف الصحية والبيئية في كافة أطراف السودان. لنجاح هذا النظام الثلاثي نحتاج لادخال نظام الممارس العام (GP) كمدخل وحيد للخدمات الطبية المتنوعة. لقد انتهت الرعاية الصحية الأولية في السودان إلى الفشل الذريع، عندما تجاهلت الممارس العام ولم تضع له دوراً على الإطلاق.   Show.