بين التاريخ والوجود صلة مابين الفرع والأصل، إذ أن الذي حدث في الواقع هو بعض مما يحدث وما قد يحدث. وكما يتحدد التاريخ بالوجود فإن الوجود يتموقع با. . .  لتاريخ. ذلك أن الذات موجودة بالذاكرة والخبرة والقصد ومدى الاقتدار على تحيين الأفكار والمهارات للتأقلم مع ماهو كائن في الآن والهنا. لذلك يتأكد في الأثناء أن الذات بمخصوص تسميتها ، كـ (الدازاين) في المصطلح الهيدغري تاريخية الأصل والمرجع إن وصلنا بين الحاضر والماضي، وبين الحاضر الذي يستحيل عاجلاً إلى ماض بحركة ارتداد مذهلة تجعل مستقبل الماضي حاضراً، والحاضر ماضياً بحركتي إثبات ونفي دائمتين، وجود وعدم، حضور وغياب. . . إن القصد من فصول هذا الكتاب هو بيان الصلة الوثيقة بين وجود للتاريخ وتاريخ للوجود. وإن قلبنا القراءة في هذا الاتجاه تبين لنا الاتجاه الآخر. وكما تتعدد القراءات التاريخية بمختلف المقاربات سالفها وحادثها قديمها وجديدها تتغاير المفاهيم الوجودية في الأثناء بين مفهوم التاريخ الذي اقترن بالتجربة الفردية ودلالة الاعتبار (ابن خلدون نموذجاً) حينما تراكمت خبرة توصيف الأحداث وبدء التفكير في القوانين والآليات المتحكمة بالمجتمعات العربية الإسلامية في العصر الوسيط، توصيف الأحداث وكتابة التجربة وبدء التفكير في الانتظار وإن بأسلوب بدائي، ثم تحول من مفهوم الاعتبار إلى فكرة التقدم التي أثمرتها ثقافة الثورة في القرن الثامن عشر للميلاد   Show.