درجت الحياة السياسية في لبنان على الحماوة والصخب، استوعب مفاعليها النظام البرلماني الديمقراطي، وتمكن في أحلك المراحل، من تجاوز مطباتها، عازياً الم. . .  ساوئ إلى تداخلها بالعنصر الخارجي، وملقياً مسؤولية تأجيج الخصام على الآخرين الغرباء. بالفعل، وجدت هذه الرواية المخففة من الأسباب العضوية، بعضاً من سند ومسوغ، على امتداداً الاحتقانات السابقة، إذ أن جوهر المسألة الصراعية اتصل بخلفية إقليمية، تعاقب أصحابها على اقتحام الحقل الداخلي، من باكورة ناصرية (1958) إلى هيمنة سورية شاملة لغاية 2005، مروراً بتموضع منظمة التحرير الفلسطينية بكافة فصائلها وأجهزتها قرابة جيل كامل. غير أن الجاري حالياً، رغم عدم بلوغه حد السلاح على غرار الحقبات المنطوية، يحفل ببذور من صنع المجتمع اللبناني.   Show.