من عند Montgesty, فرنسا من عند Montgesty, فرنسا

سوف أشرع في شرح كتاب الإسلام بين الشرق والغرب في مجلس أسبوعي يبدأ نهاية فبراير أو اول مارس، فعلى الراغبين في الانضمام التكرم بمراسلتي شخصيا على موقع جودريدز ... ولكم خالص التقدير. لا أعرف كم مرّة قرأت هذا الكتاب، وكُتب علي عزت كُلّها التي هي مُجرّد هوامش على هذا الكتاب ... وبرغم المرّات اللامعدودة، وكميّة الملاحظات التي كُنت أدونها أثناء القراءة في كُلّ مرة، إلا أنني لم أستطع أن أحفظ أيّاً من عباراته، بل تشرّبتُها كرحيق عذب روى ظمئي المُستعر، ولم أنتبه لحجم ذلك التأثير في أفكاري حتى نبهني أستاذي محمد يوسُف عدس، فقال لي: أتظُن أنك لم تتأثر بعلي عزت؟ هيهات، فقولك كذا، وكذا، وكذا، ورأيُك الفُلاني، وفعلُك العلاّني هو بعضٌ من أفكاره! ورُبّما أكون بهذه الطريقة أقرب لما أرادهُ أستاذنا العظيم: الهضم الكامل، وتحوّل الأفكار إلى أفعال، وهو ما أحاوله المرّة تلو الأخرى لعلّي أنجح ذات يوم شهادةُ مثلي لأستاذه مجروحة، كما أنها لا قيمة لها إلا إذا كان للنجمة متواضعة الضياء قيمة في حضرة الشمس ... علي عزت -وعُذراً يا أستاذي لاستخدامي اسمك الطيب بغير لقب- قمّةٌ في القرن العشرين لم يحظ سواها بهذا القدر من التوفيق الإلهي حتى في ظل الظروف العصيبة التي اكتنفت عُمرهُ المبارك كُلّهُ لا أقول ما قالهُ المسيري فيه، فهو كاف ولا أقول أنهُ أهمُّ مُفكّرٍ مسلم في القرن العشرين بل أقول شيئاً واحداً فقط: علي عزت هو المفكر المسلم الوحيد الذي نظّر، وطبّق بالكامل ... هو التلميذ المُحمّدي الذي كان رسول الله قدوتُه، فكان خُلُقه القرآن علي شريعتي قُتل قبل أن يرى إنجازهُ يتحقق سيّد قطب أجهِض مشروعه المودودي حورِب عُمره مالك بن نبي كان يؤذن للصٌمّ، فالأمة لم تكُن قادرة على فهمه وغيرُهم كثيرووووووووووون فقط علي عزت نظّر وطبّق، ومهما اكتنف التجربة من عيوب، فهي التجربة الوحيدة المتكاملة في القرن العشرين، كما أنها التجربة الأخيرة التي استفادت من تجارب الجميع بلا استثناء ... ولذا فهي أحق التجارب بالدراسة ولا أقول القراءة بل الدراسة